الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حركة النهضة: "خطاب الواقعية " لا يعني تبني الخطاب و نقيضه

نشر في  13 أكتوبر 2014  (12:16)

بقلم الإعلامي نورالدين المباركي

ارتفع نسق الحملة الانتخابية لحركة النهضة من خلال تنظيم اجتماعات جماهيرية في سوسة والقيروان والكاف، اشرف عليها رئيس الحركة السيد راشد الغنوشي الذي قام خطابه على "مكانة حركة النهضة في المجتمع" وعلى ثقته في الفوز وأيضا على الدعوة للـ"وفاق" بعد الانتخابات.

الوفاق وضرورته  لتونس في المرحلة المقبلة أصبح منذ مدة  نقطة رئيسية في خطاب السيد راشد الغنوشي خاصة عندما يكون خارج تونس، أو عندما يدلي بتصريحات لوسائل اعلام أجنبية، وتصريحه قبل أيام  لوكالة رويترز للأنباء يمكن اعتباره "قمة الوضوح" في   الدعوة للتوافق عندما أكد استعداد حركته للعمل مع وزراء النظام السابق.

لكن هذا الوضوح سرعان ما يصبح ضبابيا عندما يكون الخطاب موجها للداخل ولقواعد الحركة.

 يوم السبت 11 أكتوبر قال السيد راشد الغنوشي في مدينة سوسة: "لا أحد ينبغي أن نقبل منه ان يمجد ذلك العصر (يقصد العهد السابق)... هو عارٌ ينبغي ان نتُوب منه و نستغفر الله سبحانه وتعالى.". وقال السيد عبد الكريم  الهاروني (عضو المكتب التنفيذي للحركة) في اجتماع انتخابي بمدينة قبلي: "إن النهضة ستحكم مستقبلا مع من يريد خدمة البلاد ولن تتحالف في الحكم مع من أجرموا في حق تونس."

التباين بين خطاب الخارج وخطاب الداخل، ثمة ما يفسره:

أولا: هو اشارة الى أن حركة النهضة مازالت تبحث عن نقطة التوازن بين الصورة التي تريد أن تقدمها في الخارج  وهي انها حركة  معتدلة وتقبل بالوفاق وضد الاقصاء وانها  تختلف عن تجارب بقية الحركات الاخوانية بانفتاحها وبين الاستجابة  لمزاج جزء من قيادتها وهياكلها الوسطى والقاعدية التي مازالت متمسكة  بالخطاب الثوري .

وتظهر هذه النقطة بوضوح  في الشعارات التي رُفعت في الاجتماع الانتخابي بضاحية الكبارية الذي اشرف عليه  السبت 11 أكتوبر الأمين العام للحركة  السيد علي العريض، ومنها شعار " الشعب يريد النهضة من جديد، الشعب يريد النهضة من حديد" وهو الشعار المركزي لحركة النهضة في صائفة 2013 عندما كان الجدل قائما حول "الشرعية الانتخابية والشرعية التوافقية"، وكانت النهضة ترفض أي شرعية توافقية  وتعتبرها انقلابا على ارادة الشعب و الصندوق.

ثانيا: ان حركة النهضة عُرفت بالتباين في المواقف بين قيادييها خاصة في المسائل الكبرى، ظهر ذلك في محطات الحوار الوطني   وفي  انسحاب الترويكا من الحكم، وفي غيرها من المحطات، وكانت  تفسر ذلك إما أن بعض المواقف شخصية لا تُلزم إلا اصحابها أو ان الحركة تضم تيارات مختلفة، فيما يذهب بعض المراقبين الى اعتبار ذلك  احد عناوين "ازدواجية الخطاب" لدى النهضة.

ثالثا: ان النهضة تتعامل مع مختلف المتغيرات من زاوية  موازين القوى، وهي مستعدة  لتغيير خطابها  180 درجة ، مثلا في ملف الارهاب  و التنظيمات المتشددة بعد أن كانت ترفض وجود تيار سلفي جهادي في تونس، اصبحت تتحدث اليوم ان  في طليعة الاطراف المكافحة للإرهاب.

البعض يعتبر انّ حركة النهضة اصبحت تبحث عن " الواقعية"  في الاداء والخطاب، لكن الواقعية لا تعني تبني الخطاب ونقيضه.